يونس اسكريبت كامل بقلم ريم خالد

وفي سحر عيناك لا أجد طريق للعوده
ممكن أقعد !
مسحت دموعي بسرعة وأنا برفع عيني للراجل اللي واقف قدامي هزيت رأسي بتعب أبتسم وهو بيشد الكرسي وبيقعد قصادي
مراتي زعلانه مني وعايز أصالحها تفتكري أجبلها أي !
كنت ببصله بأستغراب علي كم الراحه اللي بيتكلم بيها ضحك بهدوء وهو بيشاور علي الكافيه اللي فاضي تقريبا أنا وهو بس اللي قاعدين
زي ما أنتي شايفه الجو مطر شديد ومفيش حد موجود أخد رأيه غيرك !
أخدت نفس عميق وأنا بقوله بهدوء
شوف هي بتحب أي وجابهولها
هي راضية جدا لو شوكولاته هتفرحها بس انا عايز حاجه جديده متكونتش توقعتها مني
هزيت رأسي وحقيقي مكنش عندي أي قدره علي الكلام مع حد سند علي الترابيزة وهو بيقولي
طيب قوليلي أنتي بتحبي أي !
رديت ببساطه أنا بحب الورد أي حد عايز يصالحني بيجبلي ورد
بصلي وضحك الورد جميل بس فكره قديمه !
أبتسمتله بأرهاق وأنا بتفحص ملامحه كانت ملامح وشه مريحه وفيها أمان غريب ترتاحي وأنتي بتبصي عليه رغم كبر سنه
ممكن أسألك أي اللي مزعلك
اتفجأت من سؤاله سكت شويه وبعدها هزيت رأسي وكأني ما صدقت
رد بأنتباه معاكي
أخدت نفس عميق وبدأت أحكي
لسه فاسخه خطوبتي مفيش من ساعتين
سندت علي الترابيزة وأنا بقوله بسرحان
أنا أكتر واحده ممكن تكون قدمت تنازلات عشان تنجح علاقه وفي المقابل الطرف التاني مكنش شايف كدا كان عمال يشد الحبل اللي علي رقبتي لحد ما أتخنقت مشكلتي كلها بتتلخص أني حبيت واحده ميستاهلش حتي ربع تنازل من تنازلاتي
رد بأستفسار وأنتي دلوقتي حزينه ليه
ضحكت بسخرية وأنا بقوله
حزينه علي أيامي اللي كنت معاه فيها حزينه علي
سكتت وانا بأخد من أيديه المنديل وهو ساند على الترابيزة قدامي وبيستمع بكل هدوء
قولت بسخريه وبعد كل دا لما سألته سؤال واحد هو أنت ليه متنازلتش عشاني لمره ! تخيل رد قالي أي
بصلي بأستفهام وتركيز كملت بتوهان
قالي أنتي مكنتيش تستاهلي أني أققدم أي تنازل عشانك !
ضحكت بۏجع وأنا بمسح دموعي
أنا مستاهلش !
رجعت بصيت تاني من الشباك اللي بيطل علي البحر والمطر اللي نازل علي الازاز حسيت بيه وهو بيتعدل في قعدته وبيقولي
هو مكنش مجبر يقدملك تنازلات ولا حب !
بصيتله پصدمه هز رأسه وهو بيقولي
أيوه مش هنجبر حد يقدم تنازلات عشانا طلاما هو مش عايز لما بنقدم التنازلات لحد أو بنستحمل عيوبه ونديه مېت عذر دا مش بيبقي بالڠصب أحنا اللي عملنا كدا لأننا شوفنا أنه شخص يتساهل أنتي كنت شايفه أنه يستاهل
هزيت رأسي بنفي في نفس الوقت كان فنجانين قهوة بيتحطوا قدامنا كمل كلامه وأبتسم
أنتي مكنتيش مجبره تقدمي كل التنازلات وبما فيهم كرامتك كنتي تقدري تنسحبي بدون أذيه ليكي ولا لقلبك بس أنتي اللي اختارتي تعافري في علاقة أنتي من جواكي عارفه أنها مش هتكمل يا أما مكنتيش فضلتي تحاربي لحد ما سمعتي بودانك رأيه فيكي !
طبطب علي أيدي وهو بيقولي بحنيه
هو يابنتي للأسف مكنش شايفك الشخص اللي لازم يتنازل عشانه وانتي كمان مكنتيش شايفه أنه الشخص اللي يستاهل بس جربتي ودا غلطك مش غلطه !
كنت ببصله بتوهه وبتنفس ببطئ بصيت في عينيه وأنا بقوله بأستفهام
أنت ازاي حللت المشكلة بالشكل
ضحك وهو بيحسس علي شعره الشعر الابيض اللي غزا شعري مش من فراغ يابنتي دا مليان حكاوي
سألته هو أنا مستاهلش أني أتحب !
أبتسم مفيش
حد ميستاهلش الحب كلنا نستاهله ونستاهل اننا نتعامل بحب ورفق الحب بيلين القلب بس لازم لما قلبك يلين يكون أختار الحب الصح
أبتسمتله بتعب شاور بعينه علي القهوة وهو بيقولي
أشربي قهوتك
مش بحبها
جربي تديها فرصة أو تنازلي عشان خاطرها مره مجتش عليها !
ضحكت مع ضحكته ومسكت القهوة بين أيديا كنا بنبص من الشباك أحنا الأتنين وصوت أم كلثوم ورانا وكل واحد فينا سرحان لحد ما سمعنا صوت ورانا
عبد الرحمن أنت أتأخرت كدا ليه !
أبتسملي وقام وقف قدامها وهو بيقولها
اي يا حياه ازاي تنزلي في الجو دا !
خۏفت عليك الجو مطر ومعاد قفلك للكافيه عدي ومجتش !
أبتسملها وشاور بأيديه عليا
الانسه معطلاني مش راضية تسيبني أمشي !
ضحكت وأنا بقوم أقف وبقوله باعتذار
أنا أسفه جدا محستش بالوقت
وهو بتقولي
ولا يهمك أنا بس قلقت عليه
أبتسمت بهدوء ربنا يخليكوا لبعض
هزت رأسها وبصتله كان بيتكلم مع الشاب اللي تقريبا مسئول عن الكافيه
قوليلي بقا بيتك فين
لا ملوش داعي أنا هأخد تاكسي متشكره
بص لحياه بضيق وهو بيشاورلها بعينيه عليا وخرج برا الكافيه قربت مني
مش قصدي والله بس مش عايزه اتعبكوا !
الوقت أتأخر والجو مطر شديد وبعدين أحنا معانا عربية متزعلنيش منك بقا
أبتسمت بأرهاق وأنا بهز رأسي خرجت معاها ووصلنا للعربية وركبت معاهم وانا بقوله عنوان بيتنا رد ببساطه وهو بيقولي
بينا وبينك شارعين تقريبا علي الغلبه اللي عملتيها
ضحكت وأنا بعتذر منه أتحركنا بالعربية بصيت من الشباك وأنا بحاول أتجاوز كل اللي حصل في اليوم نزلت دموعي تلقائي لحد ما حسيت بالعربية بتقف مسحت دموعي
شكرا لحضرتك علي كل حاجه أنهارده
رد بمحبة هستناكي بقا متق طعيش بينا
أكيد
سلمت عليهم وجريت علي عمارتنا أول ما دخلت من باب الشقة سندت علي الباب وأنا بتنفس بعمق لحد ما سمعت صوت ماما وهي بتقولي بقلق شديد
ريم حرام عليكي والله تلفونك فين
باين عليه فصل أنا أسفه اني قلقتك بس والله محستش بالوقت
بعدت عني وهي بتحاوط وشي بكفوفها
عامله في نفسك كدا ليه ! ما يغور في داهية أنا مش عايزه غيرك خليكي جنبي !
أبتسمت بتعب وانا بقولها
انا كويسه والله بس كنت لازم أعيد حسباتي
كنتي تجيلي نعيدها مع بعض مين ېضمك غيرك قوليلي !
قولتلها بعياط ماما أنا قلبي وجعني اوي
بسم الله علي قلبك من كل شړ يا ماما
فضلت بعيط لحد ما نمت وهي بتواسيني بكلامها وكأنها بتداوي قلبي من كسرته الاحتواء في المواقف دي من الأهل عمره ما بيتنسي بالذات لو أحتواء غالبه حنية قادر ينسيك كل بشاعه العالم اللي برا
بعد أسبوع وصلت للكافيه دخلته وأنا متغيره عن آخر مره دخلته أول واحد لقيته في وشي كان عمو عبد الرحمن اللي اتفاجأ بيا
وانا بقول في روح حلوه في المكان انهارده ليه !
ضحكت بأمتنان وأنا بقوله
وجودك كفاية يا عمو والله
أختفت ابتسامته بضيق مصتنع وهو بيقولي
أي عمو دي أنا جدو كل اللي هنا بيقولولي يا جدو
شد شاب كان معدي من جنبه وهو بيقوله
أنا اسمي أي يا ولا !
رد بأستغراب جدو عبد الرحمن
طبطب علي كتفه بفخر ضحكت
حاضر يا جدو
أبتسم بفرحه غريبه أنه بيسمعها وكأنه بتزرع جواه حنية قربت
قعدت علي